اللغة: العربيّة

القائمة

رسائل منظمة الصحة العالمية الثلاث إلى الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة

15 أيلول/سبتمبر 2020 نشرة إخبارية جنيف

بينما يجتمع العالم بمناسبة الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تُعقد لأول مرة بصيغة افتراضية، فإن لدى منظمة الصحة العالمية ثلاث رسائل تود إيصالها. 

الرسالة الأولى تتعلق بإتاحة أدوات مكافحة مرض كوفيد-19 على نحو منصف. خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستدعو منظمة الصحة العالمية قادة العالم إلى دعم مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة)، وهي عبارة عن إطار تعاون دولي فريد يرمي إلى تسريع استحداث اختبارات كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته وإنتاجها وإتاحتها بشكل منصف على الصعيد الدولي، مع تعزيز النظم الصحية. 

إن مسرّع الإتاحة، الذي يتيح تجميع الاستثمارات على الصعيد العالمي، يوفّر لجميع البلدان فرصة الاستفادة من عدد أكبر من الأدوات بسرعة أكبر، مع تقاسم المخاطر والتكاليف بينها. 

ولابد أن يتوفر لمسرّع الإتاحة مبلغ 35 مليار دولار أمريكي حتى يتمكّن من تسريع استحداث ملياريْ جرعة من اللقاحات و245 مليون علاج و500 مليون اختبار وشرائها وتوزيعها خلال العام المقبل. 

إن الاستثمار الذي يلزم القيام به في إطار حل عالمي يرمي إلى تحقيق إتاحة منصفة ضئيل مقارنة بالآثار الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وحزم التحفيز المحلية المصممة بهدف الحفاظ على استقرار الاقتصادات. 

فالإتاحة المنصفة تمكّن جميع البلدان من التعافي بشكل تام من خلال دعم جميع القطاعات الاقتصادية، وحماية سلسلة القيمة العالمية، وتأمين نمو عالمي طويل الأجل. 

والرسالة الثانية تتعلق بالحفاظ على الزخم صوب تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث الجائحة تهدد بتقويض المكاسب المحققة على مدى عقود من الزمن في مجالي الصحة والتنمية. 

وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً، تعاني 90%من البلدان من تعطّل  بعض خدماتها الصحية الأساسية بسبب الجائحة. وتشمل المجالات التي أُبلغ عن تعرضها لأكبر نسبة من التعطل: التمنيع الروتيني، وتشخيص الأمراض غير السارية وعلاجها، وخدمات تنظيم الأسرة ومنع الحمل، وعلاج اضطرابات الصحة النفسية، وتشخيص السرطان وعلاجه. 

ويعدّ مرض كوفيد-19 بمثابة تذكير صارخ بالأسباب التي تجعلنا ملزمين بالاستثمار في نظم صحية ونظم بيانات أكثر متانة تقوم على مبدأ الرعاية الصحية الأولية من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة وبلوغ الغايات المتعلقة بالصحة المحددة في أهداف التنمية المستدامة. 

وتهدف خطة العمل العالمية بشأن تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية إلى تسريع تقدم البلدان صوب بلوغ الغايات المتعلقة بالصحة المحددة في أهداف التنمية المستدامة، بدعم من 12 وكالة متعددة الأطراف تعمل في مجالات الصحة والتنمية والاستجابة الإنسانية. وسنطلع هذا الأسبوع على التقدم المحرز في وضع الأسس لعقدٍ من الإنجاز والعمل. 

وأخيرا، يجب علينا الآن أن نتأهب لمواجهة الجائحة المقبلة معاً. لقد أظهرت لنا جائحة كوفيد-19 أن العالم لم يكن متأهباً، للأسف الشديد، على الرغم من العديد من التنبيهات والتحذيرات. 

خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة للعام الماضي، حذر المجلس العالمي لرصد التأهب من خطر حدوث جائحة، داعياً قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وموحدة للتأهب لها. 

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر المجلس العالمي لرصد التأهب تقريره لعام 2020 بعنوان "عالم تسوده الفوضى". ويلقي التقرير نظرة على عالم أربكته جائحة كوفيد-19، عالم يفتقر إلى القيادة والسرعة في اتخاذ الإجراءات. ويدعو التقرير إلى تجديد الالتزام بتعددية الأطراف وبدعم منظمة الصحة العالمية.  

وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستدعو منظمة الصحة العالمية جميع المواطنين والقادة إلى دعم الإجراءات الخمسة المبينة في تقرير المجلس العالمي لرصد التأهب لعام 2020 والتي تتمثل في: القيادة المسؤولة؛ والمواطنة الملتزمة؛ ونظم الأمن الصحي القوية والمرنة؛ والاستثمار المستدام والحوكمة العالمية المتينة للتأهب.  

إن أعمالنا اليوم هي التي ستحدد معالم مستقبلنا الجماعي.