اللغة: العربيّة

القائمة

بيان مشترك لمرفق كوفاكس: دعوة إلى العمل لتمكين مرفق كوفاكس من تسليم ملياري جرعة في عام 2021

27 أيار/مايو 2021 بيان

تشهد البلدان التي قطعت شوطاً كبيراً في برامج التطعيم تراجعاً في معدلات الإصابة بكوفيد-19، وانخفاضاً في معدلات دخول الحالات إلى المستشفيات، وعلامات مُبكرة للعودة إلى الحياة الطبيعية.  

ومع ذلك، فإن الصورة على الصعيد العالمي تثير قدراً كبيراً من القلق.  

فلم نكن أشد احتياجاً في أي مرحلة سابقة من مراحل هذه الجائحة إلى أن ننتبه إلى التحديات المقبلة وألا نعتمد على الإنجازات غير المتّسقة التي تحققت حتى الآن.  

فها نحن نشهد الآثار الصادمة لطفرة كوفيد-19 الرهيبة التي حدثت في جنوب آسيا، والتي أثّرت أيضاً بشدة على إمدادات اللقاح العالمية.  

كما أننا نرى أهمية إتاحة اللقاحات قبل حدوث الطفرات. ولهذا السبب، يجب علينا أن نركّز على ضمان استفادة البلدان التي لم تستفد بعد من هذه الأدوات المنقذة للأرواح، على نحو عاجل.  

وقد أثبت مرفق كوفاكس نجاحه بوصفه آلية عالمية لإتاحة لقاحات كوفيد-19 إتاحة منصفة. فقد جاء تصميمه وتنفيذه في خضم أزمة عالمية لم تشهدها الصحة العامة من قبل، ونجح مع ذلك في تقديم منذ شهر شباط/ فبراير أكثر من 70 مليون جرعة إلى 126 بلداً واقتصاداً حول العالم - من الجزر النائية إلى البيئات المتضرّرة من النزاع - بإدارة كبرى عمليات نشر اللقاحات في التاريخ، وأشدها تعقيداً. وحصل أكثر من 35 بلداً على أول جرعات لقاح كوفيد-19 بفضل مرفق كوفاكس.  

ومع ذلك، فإن طفرة الفيروس الرهيبة التي حدثت في الهند كان لها أثر على إمدادات مرفق كوفاكس في الربع الثاني من هذا العام، وكان هذا الأثر من الشدة بحيث ستجعلنا نواجه بحلول نهاية شهر حزيران/ يونيو عجزاً قدره 190 مليون جرعة.  

وعلى الرغم من أن مرفق كوفاكس سيتاح له توفير كميات أكبر من الجرعات في وقت لاحق من هذا العام عن طريق الصفقات التي عقدها بالفعل مع عدد من الشركات المُصنّعة، فإننا إذا لم نعالج النقص الحالي على نحو عاجل، فقد تكون العواقب كارثية.  

ومع ذلك ففي إمكاننا أن نواجه هذا التحدي بالعمل المتضافر والقيادة العالمية.  

وقد خُصّصت ملايين الدولارات والجرعات لمرفق كوفاكس في 21 أيار/ مايو، ليصل مجموع الجرعات المُتعهد بها حتى الآن إلى أكثر من 150 مليون جرعة. وفي جمعية الصحة العالمية، أجمعت الحكومات على الإقرار بالحاجة السياسية والمالية المُلحّة لدعم مرفق كوفاكس بالجرعات والدولارات. ويتحتم الآن البناء على هذا الزخم لتأمين التمويل الكامل لمرفق كوفاكس وتوفير المزيد من اللقاحاتللبلدان المنخفضة الدخل– الآن - خلال مؤتمر قمة آلية الالتزام المسبق للسوق الذي سيُعقد في 2 حزيران/ يونيو.  

وإذا اتحد قادة العالم معاً، فسيظل من الممكن تحقيق الغرضين الأصليين اللذين أُنشئ لأجلهما مرفق كوفاكس، والمتمثلين في توفير ملياري جرعة من اللقاحات على صعيد العالم في عام 2021، وتقديم 1.8 مليار جرعة إلى 92 اقتصاداً منخفض الدخل بحلول بداية عام 2022.  

ولكن هذا الأمر سيتطلب من الحكومات والقطاع الخاص إيجاد مصادر جديدة للجرعات بسرعة، على أن يبدأ تسليمها في حزيران/يونيو، وأن يتوفر التمويل كي نتمكن من التنفيذ. ويحظى مرفق كوفاكس بالبنية التحتية اللازمة لتيسير هذا الجهد العالمي المعقد وتنسيقه.  

ولتمكين مرفق كوفاكس من الوفاء بوعده في تحقيق الإتاحة المنصفة على صعيد العالم، ندعو إلى اتخاذ الإجراءات التالية على الفور:  

  • تمويل آلية مرفق كوفاكس للالتزام المسبق للسوق الخاضعة لإدارة التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع. فآلية الالتزام المسبق للسوق هي الطريقة التي يوفّر بها مرفق كوفاكس جرعات اللقاح للاقتصادات المنخفضة الدخل. وبفضل سخاء الجهات المانحة، حصلت آلية الالتزام المسبق للسوق بالفعل على 1.3 مليار جرعة للتسليم في عام 2021. ويكفي ذلك لحماية المجموعات السكانية الأشد تعرضاً للمخاطر، أي العاملين الصحيين، وكبار السن، والأشخاص المصابين بحالات صحية أساسية. ونحتاج إلى مبلغ إضافي قدره ملياري دولار أمريكي لزيادة التغطية في البلدان المستفيدة من آلية الالتزام المسبق للسوق إلى حوالي 30٪، ونحتاج إليها بحلول 2 حزيران/ يونيو لتأمين الإمدادات الآن حتى يمكن تسليم الجرعات خلال عام 2021 وحتى بداية عام 2022.  
  • تقاسم الجرعات الآن. اتخذت الجائحة للتو منعطفاً جديداً مخيفاً، مع طفرة الحالات المميتة التي تفشت في جنوب آسيا وغيرها من البؤر الساخنة. وينبغي للبلدان التي لديها أكبر قدر من الإمدادات أن تعيد توجيه الجرعات إلى مرفق كوفاكس الآن، من أجل تعظيم الأثر. وقد بدأنا نرى البلدان تتقدم بالجرعات، حيث تعهّدت الولايات المتحدة وأوروبا معاً بتقاسم 180 مليون جرعة. ولكن مازال يلزمنا المزيد من الجرعات، ويلزم توزيعها من خلال مرفق كوفاكس، ويلزم أن تبدأ حركة التوزيع في بداية شهر حزيران/ يونيو. ويمكن للبلدان الغنية أن تتقاسم ما لا يقل عن مليار جرعة في عام 2021.
    فمرفق كوفاكس يحتاج أشد ما يحتاج إلى الجرعات الآن. وينبغي للبلدان التي لديها أعلى معدلات التغطية، والتي من المقرّر أن تتلقى الجرعات في وقت قريب، أن تبدّل أماكنها في قائمة انتظار الإمدادات مع مرفق كوفاكس كي يتسنى توزيع الجرعات توزيعاً منصفاً في أسرع وقت ممكن. 
  • تحرير سلاسل الإمدادات بإزالة الحواجز التجارية وتدابير مراقبة الصادرات، وغيرها من المسائل المتعلقة بالمرور العابر التي تمنع توريد لقاحات كوفيد-19 والمواد الخام والمكونات والإمدادات، وتوزيعها، أو تفرض عليهما قيوداً أو تؤدي إلى إبطائهما.  

ونحتاج الآن في ذروة الجائحة، أكثر من أي وقت مضى، إلى حلول عالمية طموحة. وعندما يتعلق الأمر بتوزيع اللقاحات على صعيد العالم، فإن مبادة كوفاكس تُعد المبادرة الوحيدة القادرة على مواجهة التحدي في هذه اللحظة.  

ويمكننا أن نتفهم إصرار بعض البلدان على مواصلة التطعيم إلى أن يشمل جميع سكانها. ولكن من شأن التبرّع باللقاحات إلى مرفق كوفاكس إلى جانب تنفيذ برامج التطعيم المحلية، أن يحمي المجموعات السكانية الأشد تعرضاً للمخاطر على الصعيد العالمي، وهو ما يُعد ضرورياً للقضاء على المرحلة الحادة من الجائحة، والحد من نشأة المتحوّرات وخطرها، والتعجيل بالعودة إلى الأوضاع الطبيعية. ويعرب مرفق كوفاكس عن امتنانه البالغ لفرنسا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وإسبانيا والسويد والإمارات العربية المتحدة لالتزامها المبدئي بالتبرع بالجرعات من خلال مرفق كوفاكس، ولكندا للتمويل الذي قدمته دعماً لتصميم آلية كوفاكس لتقاسم الجرعات. كما نرحب بإعلان الولايات المتحدة والنرويج وكرواتيا ورومانيا وأستراليا والبرتغال عن تبرعها بالجرعات للبلدان التي تحتاج إليه، ونقترح أن تستعين في تيسير ذلك بمرفق كوفاكس بوصفه آلية مثبتة الفعّالية للتوزيع السريع والمنصف على الصعيد العالمي.  

فمنذ تأسيس مرفق كوفاكس في منتصف عام 2020، تلقى المرفق الدعم والموارد من 192 اقتصاداً من اقتصادات العالم. وقد مكننا هذا التعبير القوي عن الثقة من إثبات قدرتنا على تنفيذ عملية غير مسبوقة لنشر اللقاحات على صعيد العالم. وقد حان الوقت لاستكمال المهمة.   

الدكتور ريتشارد هاتشيت، المسؤول التنفيذي الأول للائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة 

الدكتور سث بِركلي، المسؤول التنفيذي الأول للتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع 

الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية 

السيدة هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف