اللغة: العربيّة

القائمة

خدمات التحصين تبدأ بالتعافي ببطء من التعطيلات التي نشأت عن جائحة كوفيد-19، لكن لا يزال ‏ملايين الأطفال معرضين لخطر الإصابة بأمراض فتاكة — منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ‏والتحالف العالمي للقاحات والتحصين

26 نيسان/أبريل 2021 | بيان صحفي

استراتيجية عالمية جديدة طموحة تهدف إلى إنقاذ أكثر من 50 مليون حياة عبر اللقاحات

إذ بدأت خدمات التحصين تتعافى من التعطيلات التي نشأت عن جائحة كوفيد-19، يظل ملايين الأطفال معرّضين للإصابة بأمراض فتاكة، حسبما حذرت منظمة الصحة العالمية واليونيسف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين اليوم أثناء أسبوع التحصين العالمي، وقد أكدت هذه المنظمات على الحاجة الملحة إلى التزام عالمي متجدد بتحسين إمكانية الحصول على اللقاحات واستخدامها.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، "ستساعدنا اللقاحات على إنهاء جائحة كوفيد-19، ولكن فقط إذا ضمِنّا إمكانية الحصول المنصفة على اللقاحات لجميع البلدان، وبنينا أنظمة قوية لتقديمها. وإذا أردنا تجنب حالات تفشٍ متعددة للأمراض التي تهدد الأرواح، من قبيل الحصبة والحمى الصفراء والدفتريا، فعلينا أن نضمن حماية خدمات التحصين الروتيني في كل بلد في العالم".

وقد وجد استقصاء أجرته منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثلث البلدان التي استجابت للاستقصاء (37%) أبلغت أنها تشهد تعطيلات في خدمات التحصين الروتيني، وذلك رغم التقدم الذي تحقق بالمقارنة مع الوضع في عام 2020.

وتفيد البيانات الجديدة أن حملات التحصين الجماهيرية تعطّلت أيضاً، إذ أن 60 من هذه الحملات المنقذة للأرواح مؤجلة حالياً في 50 بلداً، مما يعرِّض حوالي 228 مليون شخص — ومعظمهم أطفال — لخطر الإصابة بأمراض من قبيل الحصبة والحمى الصفراء وشلل الأطفال. وأكثر من نصف البلدان الـ 50 المتأثرة تقع في أفريقيا، مما يسلط الضوء على أوجه انعدام المساواة الطويلة الأمد في إمكانية الناس في الحصول على خدمات التحصين الحيوية.

وكانت حملات التحصين ضد الحصبة هي الأشد تأثراً، رغم أن هذا المرض هو أكثر الأمراض عدوى ويمكن أن يؤدي إلى حالات تفشٍ واسعة النطاق عندما يكون الناس غير محصنين. وتبلغ نسبة حملات التحصين ضد الحصبة 23 بالمئة من مجموع الحملات المؤجلة، مما يؤثر على ما يُقدّر بـ 140 مليون شخص. وقد تأجل العديد من هذه الحملات لفترة تزيد عن سنة لغاية الآن.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور، "حتى قبل الجائحة، كان ثمة إشارات مثيرة للقلق بأننا بدأنا نتراجع في الكفاح ضد أمراض الطفولة التي يمكن منعها، إذ كان 20 مليون طفل يفتقدون أصلاً للقاحات الحاسمة الأهمية. وقد زادت الجائحة من سوء وضع كان سيئاً أصلاً، وتسببت بترك ملايين إضافية من الأطفال دون تحصين. وإذ باتت اللقاحات في مقدمة اهتمام جميع الأشخاص، يجب أن نحافظ على هذه الطاقة لمساعدة جميع الأطفال في استدراك ما فاتهم من لقاحات ضد الحصبة وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض. وليس لدينا وقت لنهدره، فالتراجع يعني خسائر في الأرواح".

ونتيجة للفجوات في تغطية اللقاحات، تم الإبلاغ مؤخراً عن حالات تفشٍ لمرض الحصبة في بلدان من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية، وباكستان، واليمن، ومن المرجح أن تقع حالات أخرى في أماكن أخرى مع تزايد أعداد الأطفال الذين خسروا اللقاحات المنقذة للأرواح، حسبما حذّرت المنظمات المذكورة. وتحدُث حالات التفشي هذه في أماكن تكابد أصلاً من جراء أوضاع نزاعات وكذلك من تعطيلات شديدة بسبب إجراءات الاستجابة الجارية لجائحة كوفيد-19.

إن إمدادات اللقاحات وغيرها من المعدات هي ذات أهمية حاسمة لتحصين الأطفال. وبسبب التعطيلات التي جرت في بداية جائحة كوفيد-19، تمكنت اليونيسف من تسليم 2.01 بليون جرعة لقاحات في عام 2020 مقارنة مع 2.29 بليون جرعة في عام 2019.

وقال الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، الدكتور سيث بيركلي، "من المرجح أن يخسر ملايين الأطفال من جميع أنحاء العالم اللقاحات الأساسية إذ تهدد الجائحة الحالية بتدهور التقدم الذي تحقق على مدى عقدين من الزمن في تقديم التحصين الروتيني. ولدعم التعافي من كوفيد-19 ومكافحة الجوائح المستقبلية، ما زال يتعين علينا ضمان إيلاء الأولوية للتحصين الروتيني إذ نركز على الوصول إلى الأطفال الذين لم يتلقوا أي لقاحات روتينية. وللقيام بذلك، علينا أن نعمل معاً — على امتداد الوكالات الإنمائية، والحكومات والمجتمع المدني — لضمان ألا يتخلف أي طفل عن الركب".

استراتيجية تحصين عالمية جديدة تهدف إلى إنقاذ أكثر من 50 مليون حياة

وللمساعدة في التصدي لهذه التحديات ودعم التعافي من جائحة كوفيد-19، أطلقت منظمة الصحة العالمية واليونيسف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين وشركاء آخرون اليوم جدول أعمال التحصين للعام 2030، وهو استراتيجية عالمية جديدة طموحة لزيادة التأثير المنقذ للأرواح إلى الحد الأقصى من خلال إقامة أنظمة تحصين أقوى.

ويركّز جدول الأعمال على التحصين على امتداد الحياة، من الطفولة المبكرة مروراً بالمراهقة وحتى الشيخوخة. وإذا نُفّذ جدول الأعمال تنفيذاً كاملاً، فسيحول دون حدوث ما يُقدّر بـ 50 مليون وفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية — وسيكون 75% منها في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا.

ومن بين الأهداف التي يرمي جدول الأعمال إلى تحقيقها بحلول عام 2030، ما يلي:

  • تحقيق تغطية تبلغ 90% للقاحات الأساسية التي تُقدّم في الطفولة ومرحلة المراهقة[i]
  • تقليص عدد الأطفال الذين يفتقرون للقاحات افتقاراً تاماً بمقدار النصف
  • إتمام 500 عملية وطنية أو دون وطنية لتقديم لقاحات جديدة أو قليلة الاستخدام – من قبيل اللقاحات المضادة لكوفيد-19، أو الفيروسة العجلية، أو فيروس الورم الحليمي البشري

ثمة حاجة إلى عمل مستعجل من جميع الجهات صاحبة المصلحة المعنية بالتحصين

لتحقيق الأهداف الطموحة لجدول أعمال التحصين للعام 2030، تدعو منظمة الصحة العالمية واليونيسف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين وشركاؤهم إلى القيام بعمل مؤثر:

  • يجب على قادة العالم والأوساط المعنية بالصحة والتنمية العالميين الإعلان عن تعهدات واضحة بتنفيذ جدول أعمال التحصين للعام 2030 والاستثمار في إقامة أنظمة تحصين أقوى، واعتماد نُهجٍ مكيّفة للبلدان الهشة والمتأثرة بالنزاعات. فالتحصين هو عنصر حيوي في أنظمة الرعاية الصحية الفعّالة، وجانب مركزي في التأهب لمواجهة الجوائح والاستجابة إليها، وأمر رئيسي في تلافي عبء حدوث جوائح متعددة إذ تعيد المجتمعات فتح مؤسساتها وسير الحياة العادية فيها.
  • يجب على جميع البلدان تطوير وتنفيذ خطط تحصين وطنية طموحة تتماشى مع إطار جدول أعمال التحصين للعام 2030، وزيادة الاستثمارات لإتاحة خدمات التحصين للجميع.
  • يجب على الجهات المانحة والحكومات زيادة الاستثمارات في نطاق وصول اللقاحات وفي الابتكارات والتطوير والتوزيع في هذا المجال، مع التركيز على احتياجات الفئات السكانية المحرومة.
  • يجب على الصناعات الدوائية والعلماء العاملين فيها، والذين يعملون مع الحكومات والجهات المانحة، مواصلة تعجيل الأبحاث والتطوير في مجال اللقاحات، وضمان استمرارية الإمداد من اللقاحات الميسورة الكلفة لتلبية الاحتياجات العالمية، وتطبيق الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 على الأمراض الأخرى.