اللغة: العربيّة

القائمة

من المتوقع أن تؤدي الإتاحة المنصفة للقاحات كوفيد-19 إلى تحقيق فوائد اقتصادية لا ‏تقل عن 153 مليار دولار أمريكي في الفترة 2020-2021 و466 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025 ‏في 10 من الاقتصادات الرئيسية في العالم، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مجموعة أوراسيا

3 كانون الأول/ديسمبر 2020 بيان صحفي مشترك

في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم في إطار الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة استجابةً لجائحة كوفيد-19، خلصت بيانات جديدة صادرة اليوم إلى أن عدم حصول البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط على اللقاحات في خضم جائحة كوفيد-19 سيسبب ضرراً اقتصادياً كبيراً من شأنه أن يعرّض التقدم الاقتصادي المحرز على مدى عقود من الزمن للخطر، سواء بالنسبة لهذه البلدان أو للاقتصادات المتقدمة.

ويحلل التقرير الصادر عن مجموعة أوراسيا عشرة من الاقتصادات الرئيسية في العالم – كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وقطر وكوريا الجنوبية والسويد والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية - بهدف تقييم الفوائد الاقتصادية التي تجنيها الاقتصادات المتقدمة من مساهمتها في عمل مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19.

وتعد هذه المبادرة، التي تقودها منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع المنظمات الصحية الدولية الرائدة، إطار تعاون عالمي فريد يدعّم تطوير الاختبارات والعلاجات واللقاحات التي يحتاج إليها العالم لمكافحة كوفيد-19 وتوزيعها على نحو منصف. ومع ذلك، ما زال هذا البرنامج يعاني من فجوة كبيرة في التمويل قدرها 28,2 مليار دولار أمريكي، بما في ذلك 4,3 مليار دولار أمريكي يتعيّن توفيرها بشكل عاجل من أجل تسريع وتيرة مجالات العمل الحاسمة. وإذا لم يتسنّ سد هذا النقص في التمويل، فسيتأّخر حصول البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا على هذه الأدوات الحيوية في عام 2021، مما سيؤدي إلى إطالة أمد الجائحة ويخلف عواقب اقتصادية وخيمة ليس على هذه البلدان فحسب، ولكن أيضا على الاقتصاد العالمي بنطاقه الأوسع. 

ويخلُص التقرير، الذي أُعدّ بتكليف من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، إلى أن الفوائد الاقتصادية الناجمة عن إتاحة لقاح على الصعيد العالمي بشكل منصف بالنسبة للبلدان العشرة المشمولة بالتحليل ستبلغ ما لا يقل عن 153 مليار دولار أمريكي في فترة 2020-2021، وتصل إلى 466 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، وهو ما يمثل أكثر من 12 مرة التكلفة الإجمالية المقدرة لمبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 والبالغة 38 مليار دولار أمريكي. وقد تم التوصل إلى هذا الرقم من خلال مراعاة الآثار السلبية المتوقعة من فاشيات فيروس كورونا الممتدة في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، استناداً إلى السيناريو السلبي والسيناريو المرجعي لتوقعات صندوق النقد الدولي الواردة في تقريره المعنون "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر في تشرين الأول/ أكتوبر 2020.

وحتى الآن، ساهمت البلدان العشرة المشمولة بالتقرير بمبلغ 2,4 مليار دولار أمريكي في مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، حيث خصصت المملكة المتحدة مبلغا يزيد قليلاً على مليار دولار أمريكي، في حين خصص كل من ألمانيا وكندا واليابان وفرنسا 618 مليون دولار أمريكي و290 مليون دولار أمريكي و229 مليون دولار أمريكي و147 مليون دولار أمريكي على التوالي.

وفي غضون سبعة أشهر، أحرزت مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 تقدما كبيرا: جرى تقييم أكثر من 50 اختبارا تشخيصيا، واستُحدثت وسائل تشخيص جديدة واختبارات سريعة جديدة للكشف عن المستضدات، ويجري إتاحتها للبلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسط الدخل؛ ويجري نشر علاجات الديكساميثازون المنقذة للأرواح، كما تتواصل البحوث بشأن علاجات الأضداد الأحادية النسيلة؛ وحُددت، في إطار الركيزة الخاصة بربط النظم الصحية، متطلبات النظام الصحي اللازمة لتوزيع أدوات مكافحة كوفيد-19 في 4 من أصل 6 أقاليم في العالم.

وتتوفر لدى كوفاكس، التي تمثّل ركيزة اللقاحات لمبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، أكبر محفظة من اللقاحات وأكثرها تنوعاً في العالم. وتهدف إلى تسريع تطوير وتصنيع لقاحات كوفيد-19، وضمان إتاحتها بشكل عادل ومنصف لجميع البلدان المشاركة في المبادرة. وتدعم كوفاكس، من خلال تعاونها مع 189 بلداً، تطوير 9 لقاحات مرشحة من خلال الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، 8 منها تخضع حاليا للتجارب السريرية. وقد ضمنت كوفاكس الحصول على مئات الملايين من الجرعات من ثلاثة لقاحات مرشحة واعدة، بما فيها ما لا يقل عن 200 مليون جرعة لصالح البلدان المنخفضة الدخل، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا غيتس.

ويؤكد هذا التقرير الجديد الضرورة الملحة لأن تموّل البلدان المانحة عمل مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، التي نشرت الأولويات الملحة ومتطلبات التمويل الخاصة بها في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، وأن تحقق عوائد على استثماراتها.

وفي هذا السياق، دعا الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، البلدان إلى الالتزام بعمل المبادرة، قائلاً: "إن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 هي الحل العالمي لإنهاء المرحلة الحادة من الجائحة في أسرع وقت ممكن، من خلال ضمان إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 بشكل منصف. والمساهمة في المبادرة ليست التصرف السليم فحسب، بل التصرف الذكي أيضا بالنسبة لجميع البلدان، سواء اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا".

وقال ألكسندر كازان، المدير الإداري للاستراتيجية العالمية في مجموعة أوراسيا وأحد مؤلّفي التقرير: "هناك مبرر إنساني وأخلاقي واضح لدعم مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 ومرفق كوفاكس، فضلا عن المكاسب الاقتصادية الواضحة التي ستجنيها البلدان النامية منهما. إنّ البقاء مكتوفي الأيدي يهدد بتقويض التقدم الاقتصادي المحرز على مدى سنوات أو ربما عقود. ولكن، يبيّن تحليلنا أنه من المرجح أن يحقق البرنامج عائدات اقتصادية، وغيرها من المكاسب، للبلدان المانحة الرئيسية أيضاً. وتعد مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 فرصة فريدة لإنقاذ الأرواح وإصلاح الاقتصاد العالمي وتكوين رأس مال دبلوماسي سيمتد على مدى جيل بأكمله".

ومن جهته، علّق حسن داملوجي، نائب مدير مؤسسة بيل وميليندا غيتس، على نتائج التقرير قائلاً: "لقد كان المبرر الأخلاقي لحلٍ عالمي منصف لأزمة كوفيد-19 واضحا دوما، ولكن بعد الصدمة الكبيرة التي تعرّضت لها البلدان المرتفعة الدخل، أصبحت حكوماتها تركز بشكل متزايد على الاستثمارات التي يمكن أن تساعد اقتصاداتها على الانتعاش. ويُضاف هذا التقرير إلى مجموعة البيّنات التي تظهر أن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 تشكل أحد تلك الاستثمارات بالتحديد. ويعد تمويل هذه المبادرة الخطوة الصحيحة التي يجب القيام بها، واستثمارا من شأنه أن يؤتي ثماره من خلال إنعاش الاقتصاد العالمي الذي يوجد في حافة الهاوية، مما يعود بالنفع على جميع الدول".

ملاحظات للمحررين

مجموعة أوراسيا

مجموعة أوراسيا هي الشركة الرائدة في العالم في مجال البحث والاستشارة بشأن المخاطر السياسية العالمية. إننا نساعد العملاء، من خلال مدّهم بمعلومات ورؤى عن كيفية تأثّر الأسواق بالتطورات السياسية، على استباق حالات عدم الاستقرار والفرص، والاستجابة لها، في كل مكان يستثمرون أو يمارسون أعمالهم التجارية فيه. وتشمل خبرتنا البلدان المتقدمة والبلدان النامية في كل منطقة من مناطق العالم، وقطاعات اقتصادية محددة، فضلا عن مجالات الأعمال والاستثمار المستقبلية. وتوفر مجموعة أوراسيا، بفضل عروضها المتميزة في المجال الاستشاري وشركة "غزيرو ميديا"، للسوق حلاً كاملاً يراعي المخاطر السياسية. وتتخذ الشركة من نيويورك مقرا رئيسيا لها، ولديها مكاتب في كل من واشنطن العاصمة ولندن وسان فرانسيسكو وبرازيليا وساو باولو وسنغافورة وطوكيو، فضلا عن خبراء وموارد في الميدان في أكثر من مائة بلدا. وأساس عملنا هو "السياسة أولاً": فالسياسة هي العدسة التي نرى من خلالها إلى العالم، ونحن ملتزمون بإجراء تحاليل خالية من التحيز السياسي ومن تأثير المصالح الخاصة.

مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة)

مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة ACT) هي مبادرة التعاون العالمي المثبتة والجارية على قدم وساق بهدف تسريع استحداث وإنتاج اختبارات كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته، وإتاحاتها على نحو منصف. وأُنشئت المبادرة استجابة لنداء من قادة مجموعة العشرين في آذار/ مارس، وأطلقتها منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في نيسان/ أبريل 2020.

ومسرّع الإتاحة ((ACT ليس هيئة لصنع القرار أو منظمة جديدة، ولكنه يسعى إلى تسريع جهود التعاون بين المنظمات القائمة من أجل إنهاء الجائحة. وهو إطار للتعاون صُمّم بهدف الجمع بين الجهات الفاعلة الرئيسية بهدف إنهاء الجائحة في أسرع وقت ممكن بفضل تسريع وتيرة استحداث الاختبارات والعلاجات واللقاحات، وتوزيعها على نحو منصف، وتوفيرها على نطاق واسع، وبالتالي ضمان حماية النظم الصحية واستعادة المجتمعات لعافيتها وانتعاش الاقتصادات على المدى القصير. ويستند مسرّع الإتاحة إلى خبرة المنظمات الصحية العالمية الرائدة التي تتصدى حاليا لأصعب التحديات الصحية في العالم، والتي يمكنها، بفضل مضافرة جهودها، أن تحقق نتائج جديدة أكثر طموحا في مجال مكافحة كوفيد-19. ويشترك أعضاؤه في الالتزام بضمان حصول جميع الناس على جميع الأدوات اللازمة لدحر جائحة كوفيد-19 وبالعمل على تحقيق ذلك في إطار مستويات غير مسبوقة من الشراكة.

وتتألف المبادرة من أربع ركائز، هي: وسائل التشخيص، والعلاجات، واللقاحات، وتعزيز النُظم الصحية.

  • يتركز عمل الركيزة المعنية بوسائل التشخيص، التي يشارك في قيادتها الصندوق العالمي ومؤسسة وسائل التشخيص الجديدة المبتكرة، على طرح اختبارين إلى ثلاثة اختبارات سريعة وعالية الجودة في الأسواق، وتدريب 10 آلاف من مهنيي الرعاية الصحية في 50 بلداً، وتوفير الاختبارات التشخيصية لما مجموعه 500 مليون نسمة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بحلول منتصف عام 2021.
  • يشارك في قيادة ركيزة العلاجات المرفق الدولي لشراء الأدوية ومؤسسة ولكوم الاستئمانية. ويمكن أن تؤدي العلاجات دورًا في جميع مراحل مكافحة كوفيد-19، ويشمل ذلك: الوقاية من العدوى؛ وإزالة الأعراض ومنع انتقال العدوى إلى الآخرين؛ وعلاج الأعراض أو الوقاية منها؛ وإنقاذ أرواح المرضى الذين تظهر عليهم أعراض وخيمة، وتسريع وتيرة التعافي من المرض. ويتمثل هدف الركيزة في الأشهر الإثني عشر المقبلة في تطوير 245 مليون علاج وتصنيعها وتوزيعها لغرض مساعدة المصابين بمرض كوفيد-19 على التعافي منه.
  • تعمل ركيزة اللقاحات "كوفاكس"، التي يشارك في تنظيمها الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ومنظمة الصحة العالمية، على تسريع جهود البحث من أجل إيجاد لقاح فعال لجميع البلدان. وفي الوقت ذاته، تدعم هذه الركيزة بناء القدرات في مجال تصنيع اللقاحات، وشراء إمدادات كافية مسبقة، بحيث يتسنى توزيع ملياريْ جرعة منها بشكل عادل بحلول نهاية عام 2021.
  • ترمي الركيزة المعنية بربط النظم الصحية، التي تشارك في قيادتها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والصندوق العالمي، إلى ضمان وصول تلك الأدوات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.
  • تنضوي جميع هذه الركائز تحت مسار عمل الإتاحة والتخصيص الذي تتولاه منظمة الصحة العالمية.

لمزيد من المعلومات: https://www.who.int/ar/initiatives/act-accelerator

مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19- الأولويات الملحة ومتطلبات التمويل