اللغة: العربيّة

القائمة

لقاحات كوفيد-19 والأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري

14 تموز/يوليو 2021 | Q&A

هل لقاحات كوفيد-19 آمنة للأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري؟

شمل العديد من الدراسات التي تناولت لقاحات كوفيد-19 عددا ضئيلا من الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في تجاربها. وعلى الرغم من وجود بيانات محدودة، تشير المعلومات المتاحة إلى أن اللقاحات الحالية المضادة لكوفيد-19 التي توصي بها منظمة الصحة العالمية (المنظمة) (أسترازينيكا/أكسفورد، وجونسون آند جونسون، ومودرنا، وفايزر/بيونتيك، وسينوفارم، وسينوفاك) آمنة للأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري. فمنتجات اللقاح المتاحة حاليا ليست لقاحات حية، بل إنها تشتمل على مواد جينية مستمدة من فيروس كورونا-سارس-2، لا يمكنها التناسخ. ولذا، من غير المتوقع أن تكون هذه اللقاحات أقل أمانا لدى الأشخاص المنقوصي المناعة. وبالإضافة إلى ذلك، لم يُبلغ عن أي تفاعلات دوائية بين لقاحات كوفيد-19 والأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي ينبغي أن يستمر المصابون بفيروس العوز المناعي البشري في تناولها بعد التطعيم للحفاظ على صحتهم.

وفي الآونة الأخيرة، أدى جدال أثير في الأدبيات العلمية إلى مخاوف أوسع بشأن ارتباط محتمل لوحظ منذ أكثر من عقد من الزمان بين اللقاحات القائمة على ناقلات الفيروس الغدي وزيادة خطر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري بين الرجال الذين تلقوا هذا النوع من اللقاح[1]. واكتُشفت هذه النتيجة غير المتوقعة في تجربتين للقاح فيروس العوز المناعي البشري استخدمتا منتجات تشتمل على ناقلات للفيروس الغدي[2]،[3]. ولا يزال انعدام اليقين يحيط بالسبب في هذا الخطر الملاحظ المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري، على الرغم من أن عدة دراسات متابعة أشارت إلى تداخل محتمل في استجابة اللقاح المحددة لفيروس العوز المناعي البشري أو في قابلية خلايا عنقود التمايز 4‎‏ (CD4) للإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري بسبب هذا النوع من اللقاح[4]،[5]. بيد أن دراسة ثالثة باستخدام لقاح آخر قائم على ناقلات الفيروس الغدي أجريت مؤخرا لم تبلغ عن هذه النتيجة[6]. وهناك حاجة إلى دراسات محددة بشأن هذا الموضوع مع لقاحات كوفيد-19. وعلى الرغم من هذه الشواغل المحتملة، من المهم تسليط الضوء على أن فوائد جميع لقاحات كوفيد-19 المرخص بها في سياق الجائحة تفوق حاليا المخاطر المحتملة. وستواصل المنظمة رصد الحالة كلما أتيحت بيانات جديدة، وسيتم تحديث توصيات فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع تبعاً لذلك.


هل توفر لقاحات كوفيد-19الحماية للأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري؟

من الممكن نظريا أن تكون لدى الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري الذين يعانون من انخفاض في عدد خلايا عنقود التمايز 4 استجابة مناعية أضعف للقاحات. ومع ذلك، لم يوثَّق ذلك توثيقاً عملياً فيما يتصل بجميع اللقاحات، ولا يوجد دليل يؤيد حدوث استجابة مناعية أقل قوة للقاحات كوفيد-19 بين الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري وانخفاض عدد خلايا عنقود التمايز 4. وتستعرض المنظمة البيّنات الجديدة حال ظهورها، وستوفر آخر المستجدات. والأهم من ذلك، أن الدعوة ضرورية حتى لا يتخلف أحد عن الركب، وحتى لا تستبعد برامج التطعيم الوطنية ضد كوفيد-19 أشخاصا من الفئات السكانية الرئيسية والضعيفة، هم المعرضون لخطر الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، ممن قد تكون فرص حصولهم على الخدمات الصحية محدودة. ومن المهم أيضا الدعوة إلى إدراج الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، بمن فيهم أولئك المصابون بأمراض أكثر تقدما، في تجارب لقاحات كوفيد-19 لتوفير معلومات لتأكيد الفاعلية.


هل يجب على المصابين بفيروس العوز المناعي البشري أخذ اللقاحات في وقت مبكر من بدء التطعيم؟

توصي المنظمة بأن ترجع البلدان إلى خارطة طريق فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع، التابع للمنظمة، الخاصة بتحديد أولويات استخدام لقاحات كوفيد–19 في ظل محدودية إمداداته[7]، التي وضعت مع افتراض عدم وجود اختلافات جوهرية في فعالية اللقاح فيما بين المجموعات الفرعية (مثل الأشخاص المصابين بحالات مراضة مصاحبة تزيد من خطر الإصابة بحالة مرضية وخيمة من كوفيد-19 مثل حالة الإصابة الإيجابية بفيروس العوز المناعي البشري). ولذلك، يمكن أن تعد البلدان خططا لأخذ اللقاح بترتيب الأولوية على أساس أعمارهم وصحتهم ومهنتهم وعوامل أخرى مثل الأشخاص الذين يعيشون في دور الرعاية أو منازل الرعاية السكنية، أو البيئات المغلقة مثل السجون.

وتعطي بعض البلدان الأولوية في التطعيم لجميع المصابين بفيروس العوز المناعي البشري أو لمنقوصي المناعة (كما هو مبين من خلال وجود عدد من خلايا عنقود التمايز 4<200/مم3) [8]،[9]. وكشف استطلاع غير رسمي للرأي شمل أكثر من 100 بلد من جميع الأقاليم عن أن 40 بلدا على الأقل لديها سياسة تحصين تولي الأولوية لتطعيم الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري. وتدعم هذه السياسات الأدبياتُ الحديثةُ التي تشير إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري بأي عدد من خلايا عنقود التمايز 4 يكونون معرضين، على ما يبدو، لخطر متزايد للإصابة بحصائل وخيمة ووفاة بسبب كوفيد-19 مقارنة مع غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري [10]،[11]،[12]. وبصرف النظر عن الحالة المناعية، يعاني العديد من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري من واحد أو أكثر من حالات المراضة المصاحبة التي قد تعرضهم لخطر متزايد للإصابة بحالات مرضية أكثر وخامة من كوفيد-19.

ويؤكد تقرير جديد صدر عن المنظمة أن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري يشكل أحد عوامل الخطر المستقلة الهامة للتعرض لكل من حالة وخيمة/حرجة لكوفيد-19 عند دخول المستشفى والوفاة في المستشفى. وبوجه عام، فإن ما يقرب من ربع جميع المصابين بفيروس العوز المناعي البشري (23,1) الذين نقلوا إلى المستشفى مصابين بكوفيد-19 قد لقوا حتفهم[13]. ويستند التقرير إلى بيانات للترصد السريري وردت من 37 بلدا فيما يتعلق بخطر ضعف حصائل كوفيد-19 لدى الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري الذين دخلوا المستشفى بسبب الإصابة بفيروس كوفيد-19. ووجد التقرير أن خطر الإصابة بحالة وخيمة أو قاتلة من كوفيد-19 كان أكبر بنسبة 30٪ بين الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري مقارنة مع غير المصابين به. والاعتلالات الكامنة، مثل داء السكري وفرط ضغط الدم، شائعة بين الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري. وارتبط داء السكري وفرط ضغط الدم بين الذكور المصابين بفيروس العوز المناعي البشري والبالغين أكثر من 65 عاما بزيادة خطر الإصابة بحالة أكثر وخامة أو مميتة من كوفيد-19. ومن المعروف أن هذين المرضين يعرضان الناس لخطر متزايد للإصابة بأمراض وخمية والوفاة [13].

ولذلك، ينبغي إيلاء الأولوية لجميع المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في التطعيم المبكر. وينبغي إيلاء الأولوية للأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري المصابين بحالات المراضة المصاحبة (مثل مرض الرئة المزمن، والسكري، وفرط ضغط الدم، والسمنة، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد، ومرض باركنسون، والتصلب المتعدد، وأمراض الخلايا العصبية الحركية) في التطعيم المبكر والتدبير العلاجي لحالات المراضة المصاحبة الخاصة بهم. ولا ينبغي استبعاد المصابين بفيروس العوز المناعي البشري من خطط أخذ لقاح كوفيد-19 بصرف النظر عن حالتهم المناعية، وينبغي أن تدرج البلدان الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري كمجموعة ذات أولوية للتطعيم ضد كوفيد-19 وفقا لسياقها الوبائي.


ما الذي يمكن أن تفعله منظمة الصحة العالمية والعالم لدعم المصابين بفيروس العوز المناعي البشري لكي يحيوا حياة صحية؟

بينما تعمل المنظمة مع البلدان على ضمان الحصول العادل والمنصف على لقاحات كوفيد-19 المأمونة والفعالة، من المهم مواصلة الإجراءات الرامية إلى منع انتقال العدوى بفيروس كورونا-سارس-2 والحد من الوفيات الناجمة عن كوفيد-19. وإلى جانب الاستجابة لكوفيد-19، من الأهمية بمكان الحفاظ على إمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية. ويشمل ذلك ما يلي:

وعلى الرغم من أنه قد تكون هناك زيادة في خطر الإصابة بحالة مرضية وخيمة من كوفيد-19 بين الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، فإن التأكد من حصول الأشخاص على العلاج الفعال المضاد للفيروسات القهقرية وغيره من خدمات الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها سيساعد على تقليل هذا الخطر إلى أدنى حد.

لمزيد من المعلومات عن لقاحات كوفيد-19 وجميع إرشادات المنظمة المتعلقة بكوفيد-19، انظر: https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/technical-guidance.

وللحصول على موارد مناسبة للمجتمع المحلي، يرجى الاطلاع على: https://i-base.info/covid-19/


[1] Buchbinder SP, McElrath MJ, Dieffenback C, Corey L. Use of adenovirus type-5 vectored vaccines: a cautionary tale. Lancet. 2020, 396 (10260): E68-E69,  https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(20)32156-5/fulltext#articleInformation.

[2] Buchbinder SP Mehrotra DV Duerr A, Fitzgerald DW, Mogg R, et al. Efficacy assessment of a cell-mediated immunity HIV-1 vaccine (the Step Study): a double-blind, randomised, placebo-controlled, test-of-concept trial. Lancet. 2008; 372: 1881-1893.

[3] Gray GE, Allen M, Moodie Z, Churchyard G, Bekker LG, et al. Safety and efficacy of the HVTN 503/Phambili study of a clade-B-based HIV-1 vaccine in South Africa: a double-blind, randomised, placebo-controlled test-of-concept phase 2b study. Lancet Infect Dis. 2011; 11: 507-515.

[4] Frahm N, DeCamp AC, Friedrich DP, Carter DK, Defawe OD, et al. Human adenovirus-specific T cells modulate HIV-specific T cell responses to an Ad5-vectored HIV-1 vaccine. J Clin Invest. 2012; 122: 359-367.

[5] Perreau M, Pantaleo G, Kremer EJ. Activation of a dendritic cell-T cell axis by Ad5 immune complexes creates an improved environment for replication of HIV in T cells. J Exp Med. 2008; 205: 2717-2725.

[6] Hammer SM, Sobieszczyk ME, Janes H, Karuna ST, Mulligan MJ, et al. Efficacy trial of a DNA/rAd5 HIV-1 preventive vaccine. N Engl J Med. 2013; 369: 2083-2092.

[7] WHO SAGE Roadmap For Prioritizing Uses Of COVID-19 Vaccines In The Context Of Limited Supply. https://www.who.int/publications/m/item/who-sage-roadmap-for-prioritizing-uses-of-covid-19-vaccines-in-the-context-of-limited-supply

[8] SARS-CoV-2 vaccine advice for adults living with HIV: British HIV Association (BHIVA) & Terrence Higgins Trust (THT) guidance. https://www.bhiva.org/SARS-CoV-2-vaccine-advice-for-adults-living-with-HIV-plain-english-version-update.

[9] Guidance for COVID-19 and Persons with HIV (last updated February 26, 2021): National Institutes of Health, Office of AIDS Research. https://clinicalinfo.hiv.gov/sites/default/files/guidelines/documents/HIV_COVID_19_GL__2021.pdf.

[10] Bhaskaran K, Rentsch CT, MacKenna B, Schultze A, Mehrkar A et al. HIV infection and COVID-19 death: a population-based cohort analysis of UK primary care data and linked national death registrations within the OpenSAFELY platform. Lancet HIV. 2021 Jan;8(1):e24-e32. doi: 10.1016/S2352-3018(20)30305-2. Epub 2020 Dec 11. PMID: 33316211; PMCID: PMC7773630. https://www.thelancet.com/journals/lanhiv/article/PIIS2352-3018(20)30305-2/fulltext

[11] Geretti AM, Stockdale AJ, Kelly SH, Cevik M, Collins S, et al. Outcomes of COVID-19 related hospitalization among people with HIV in the ISARIC WHO Clinical Characterization Protocol (UK): a prospective observational study. Clinical Infectious Diseases, 2020, ciaa1605. https://doi.org/10.1093/cid/ciaa1605.

[12] Boulle A, Davies MA, Hussey H, Ismail M, Morden E, et al. Risk factors for COVID-19 death in a population cohort study from the Western Cape Province, South Africa. Clinical Infectious Diseases, 2020; ciaa1198. https://doi.org/10.1093/cid/ciaa1198

[13]  Bertagnolio S, Thwin SS, Silva R, Ford N, Baggaley R, Vitoria M, Jassat W, Doherty M, Diaz J. Clinical characteristics and prognostic factors in people living with HIV hospitalized with COVID-19: findings from the WHO Global Clinical Platform. July 2021. https://theprogramme.ias2021.org/Abstract/Abstract/2498